نظام الأحداث في السعودية و أبرز 4 إجراءات التحقيق مع الحدث , تعد الأحداث من الأمور الهامة التي تشغل بال المجتمعات حول العالم، وتختلف أساليب تنظيمها وإدارتها من دولة إلى أخرى. وفي السعودية، يوجد نظام متطور لتنظيم الأحداث وإدارتها بما يضمن نجاحها وسلاسة إجرائها. سواء كان ذلك في المؤتمرات الكبرى أو الفعاليات الثقافية أو حفلات التخرج، فإن نظام الأحداث في المملكة غني بالخبرات والإرشادات التي تضمن إقامة فعالية مثالية تستحق المشاركة والانضمام إليه. في هذا المقال، سوف نستعرض نظام الأحداث في السعودية وكيف يؤثر على المشاركين في هذه الفعاليات.
نظام الأحداث في السعودية
يندرج نظام الأحداث السعودي ضمن الأنظمة السعودية الهامة التي تحكم العملية القانونية في المملكة العربية السعودية. يعد هذا النظام جزءًا من الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة لحماية الأحداث والحد من الجرائم التي يمكن أن يتعرضوا لها. وتأتي هذه العملية ضمن رؤية المملكة لإعادة تأهيل الأحداث وإعادتهم إلى الطريق الصحيح. يهدف النظام إلى تحديد العقوبات والتوقيفات وذلك بعد دراسة الحالة بشكل متأنٍّ، ويأتي النظام بمحتواه المتكون من 24 مادة للحد من جرائم الأحداث. يعد هذا النظام أساسًا قانونيًا مهمًا في السعودية ويمنح الجهات المعنية سلطة كبيرة في المحافظة على سلامة الأحداث وتأمين حقوقهم.
يهدف نظام الأحداث الذي صدر بتاريخ 1439/11/19 هـ إلى إصلاح الحدث وحمايته وتحديد الجزاءات والعقوبات والتوقيفات والتي تطبق في حالة ارتكابه أي مخالفة. يتكون هذا النظام من 24 مادة توضح حقوق وواجبات الأحداث وتعريف الحدث بأنه كل من أتم السابعة من عمره ولم يصل إلى سن 18 سنة. يعتبر هذا النظام ضروريًا لضبط الأحداث وحمايتهم وإعطائهم اهتمامًا خاصًا عند ارتكابهم لأي مخالفة، وتحديد الجزاءات والعقوبات المناسبة لهم. كما يراعي هذا النظام لحماية خصوصية الأحداث ومرحلتهم العمرية التي غالبًا ما تتسم بالهفوات والزلات، ويحرص على تحديد أمور خاصة تتعلق بهم، من أجل توفير الحماية والرعاية الكافية لهم. يستهدف هذا النظام فرادًا وجهات غير ربحية، ويتيح لهم الاستفادة بموجب اللوائح التنفيذية لهذا النظام.
محتوى النظام: 24 مادة للحد من جرائم الأحداث
يحتوي نظام الأحداث في السعودية على 24 مادة مختلفة تهدف إلى حماية الأحداث وتقييدهم من ارتكاب جرائم معينة. تم تصميم هذا النظام لحماية حقوق الأحداث وتأمين المجتمع من الجرائم المرتكبة بواسطتهم. يتم توفير عقوبات مختلفة للقضاء على مخاطر الجرائم الأكثر جدية وضررًا للمجتمع. يحتوي النظام على مواد مختلفة، بدءًا من تحديد العقوبات المناسبة لانتهاكات الأحداث إلى تنظيم السجن وتحديد أوقات التقرير والإفراج .بشكل عام، يروج النظام للمحافظة على نمط الحياة الصحيح للأحداث الذين يواجهون مشكلات في المجتمع، وإعادتهم إلى الطريق الصحيح. بالإضافة إلى ذلك، يوفر النظام الدعم اللازم للأطراف المعنية من حيث الحماية والعلاج النفسي والفرص الإعادة التأهيلية.
تعريف الحدث
تعرف الحدث في نظام الأحداث في السعودية على أنه كل من يتمم السابعة من عمره ولا يزال دون الثامنة عشرة. وتأتي هذه التعريفة لتحديد الفئة المستهدفة من النظام وهي الأحداث، وضمان حمايتهم حسب المادة الأولى من النظام. ويحظر على هذه الفئة الزواج واستخدام خدمات التشغيل والعمل في بعض المهن، إضافة إلى تغيير الجنس قبل الثامنة عشرة من عمرها. يأتي هذا التعريف ضمن سياق واسعة للحماية والرعاية الاجتماعية للأحداث، والتي تعتبر أحد الأولويات الهامة في دولة السعودية.
إجراءات التحقيق مع الحدث
تُعَدُّ إجراءات التحقيق في الأحداث أحد الأمور الحيوية التي تحرص الدول على تنظيمها وتعزيزها، وذلك حفاظاً على حقوق المتهمين والضحايا، وضماناً لإجراءات شفافة ومناسبة. وبالنظر لما يتطلبه التحقيق في الأحداث، فإن اللائحة التنفيذية لنظام الأحداث تضمّنت آلية الضبط والتحقيق التي تتوافق مع متطلبات العدالة. فما هي هذه الإجراءات؟
1. إجراءات القبض
بناءً على اللائحة التنفيذية، يتعين عند القبض على الحدث أن يجري التحقيق معه داخل الدار أو في مكان يشعر فيه بالطمأنينة والراحة النفسية. وإذا اقتضت مصلحة الحدث قيام النيابة العامة بالتحقيق معه في مكان خارج الدار. كما أنه يمنع إيقاف الحدث لغرض التحقيق ما لم ترى هيئة التحقيق أن المصلحة تقتضي ذلك.
2. إحاطة ولي الأمر والحدث بالتهمة
تحرص الأنظمة القضائية على إحاطة ولي الأمر والحدث بالتهمة المنسوبة إلى الأخير، وتحديد إجراءات القبض والتحقيق بما يحفظ حقوق المتهم والمجني عليه.
3. إجراءات الضبط والتحقيق الابتدائي
تبدأ إجراءات الضبط والتحقيق الابتدائي بعد وقوع الجريمة وتحديد شخص مرتكبها، بهدف تحري الحقائق وإجراء المحاكمات وتوقيع العقوبات على المتهمين. ويراعى في الإجراءات التحقيقية متطلبات إصلاح الحدث وتهذيبه، ومنع الظلم والتعسف.
4. تعزيز المحاكمة العادلة
تتمثل أهمية إجراءات التحقيق في تعزيز المحاكمة العادلة، والتأكد من صحة واقعية الأدلة والشهادات، وضمان المساواة في العدالة. وينبغي تحديد المحاكم المختصة للتحقيق مع الحدث، وتحديد الضوابط والإجراءات المناسبة للحفاظ على حقوق المتهمين والضحايا.
بالإضافة إلى ما سبق، تتطلب إجراءات التحقيق في الأحداث تعاون كل المعنيين والمختصين، من الهيئات الأمنية والنيابة العامة والمحاكم. وتأكيداً على أهمية التحقيق العادل، لا يجوز إيقاف أي حدث لغرض التحقيق ما لم ترَ المصلحة العامة تقتضي ذلك، وتحرص الدول على تبني معايير دولية تضمن تحقيق العدالة والمساواة للجميع.
الهدف من النظام: حماية الأحداث وتحديد العقوبات والتوقيفات
يهدف نظام الأحداث في السعودية إلى حماية الأحداث وتحديد العقوبات والتوقيفات المناسبة لحالات الجرائم التي يرتكبونها. يتم تصنيف الحدث كأي شخص يتمم السابعة ويقل عمره عن 18 سنة، ويُراعي النظام خصوصية عمرهم ولا يتم تشهيرهم في الإعلام. ويتم تنظيم النظام بحيث يساعد على إصلاح الحدث والعودة إلى الطريق الصحيح. يقوم النظام أيضًا بتحديد العقوبات المناسبة والتوقيفات على أساس الجرم المُرتكب وتحسين حالة الحدث، وللمستفيدين من النظام أفراد وجهات غير ربحية التي تساعد في تحسين وضع الأحداث وإعادتهم إلى المجتمع كأعضاء فاعلين. كما أنه يتم تمديد مدة التوقيف في حالة الضرورة ومراعاة خصوصية الحالات وحماية الأحداث. تتزامن الأهداف العامة لنظام الأحداث في السعودية مع تطلعات المجتمع للحفاظ على أمن وسلامة النواحي الأساسية وتحسين جودة الحياة.
رؤية النظام: إصلاح الحدث والعودة إلى الطريق الصحيح
تتمثل رؤية نظام الأحداث في السعودية في إصلاح الحدث والعودة إلى الطريق الصحيح. فهذا النظام تم إنشاؤه لحماية الأحداث وتحديد العقوبات والتوقيفات التي يتم إعطاؤها للجانحين، وليس لتشويه سمعتهم أو تشهيرهم في الإعلام. يتمّ في النظام مراعاة خصوصية عمر الحدث ولم تُحدد أي اعتبارات للدرجة الاجتماعية أو الفئة الاقتصادية للحدث، كما أنه يسعى إلى التركيز على إصلاح الحدث بدلاً من إلحاق الأذى به. وبالتالي، يتطلع النظام إلى تحقيق المصلحة العامة وتطوير المجتمع، بحيث يكفل العدل والمساواة للجميع وإعادة بناء الثقة في السلطة القضائية والأمن العام. وبموجب اللائحة التنفيذية للنظام، المصدّق عليها بقرار مجلس الوزراء بتاريخ 16/4/1442هـ، يجري تحديدُ صلاحياتِ الجهاتِ القضائيةِ في التعامُلِ مع الأحداث، حتى يتمّ مراقبة تطبيقِ النظام، والتنبُّؤِ بمستوياتِ التحدياتِ المرتقبةِ.
مدة التوقيف
تنص مادة التاسعة من نظام الأحداث في السعودية على أنّ مدة التوقيف للحدث تنتهي بعد مضي خمسة أيام، ما لم يقرّر المحقق تمديدها. وفي هذه الحالة، لا يمكن للتوقيف أن يستمر لأكثر من خمسة عشر يومًا بموجب القانون، حتى وإن لم يصل المحقق إلى تمديد لمدة التوقيف. ومن الجدير بالذكر أنّ النظام يراعي خصوصية الأحداث، ولا يتم تشهيرهم في الإعلام. وتأتي هذه المدة القصيرة للتوقيف في إطار حماية حقوق الأحداث وضمان تحقيق العدالة الصحيحة، وذلك بإصلاح سلوكياتهم وتثقيفهم بالقوانين والسلوكيات السليمة التي تحافظ على مصالح المجتمع.
لا يتم تشهير الأحداث في الإعلام
تمنح نظام الأحداث في السعودية حماية خاصة للأحداث حيث يُحدد النظام العقوبات والتوقيفات اللازمة لتحديد تصرفاتهم الخاطئة والتوجه بهم نحو الطريق الصحيح. ومن أهم حمايات الأحداث في هذا النظام هي عدم التشهير بهم في وسائل الإعلام. فإذا قُضي على الحدث بتهمة معينة، فإنه لن يتم الإفصاح عن هذا الأمر في وسائل الإعلام ولن يتم تشهير الحدث وسمعته في المجتمع. هذا يعطي الحدث الفرصة لنأمل في إصلاحه والعودة إلى الطريق الصحيح، بينما تحرص السلطات في السعودية على حماية خصوصية عمر الحدث والحفاظ على سمعته ومستقبله. ويتوافق هذا المبدأ مع أهداف النظام في حماية الأحداث وتقييدهم بالعقوبات والتوقيفات وتحديد مدة التوقيف اللازمة لتصحيح تصرفاتهم.
النظام يُراعي خصوصية عمر الحدث
يُراعي نظام الأحداث في السعودية خصوصية عمر الحدث، حيث يتم تحديد العقوبات والتوقيفات بناءً على سن الحدث عند ارتكاب الفعل أو حاجته للحماية أو الرعاية. يهدف النظام إلى حماية الأحداث وتحديد العقوبات والتوقيفات التي تتناسب مع سنهم وإصلاحهم وإعادتهم إلى الطريق الصحيح. وبالتالي، فإنه لا يتم تشهير الأحداث في الإعلام ويحرص النظام على حفظ خصوصية عمرهم وعدم انتهاك حقوقهم. يعد هذا الاهتمام بخصوصية عمر الحدث هو جزء من رؤية النظام الرامية إلى إصلاح الحدث وتحقيق العدالة الاجتماعية.
المستفيدون: أفراد وجهات غير ربحية
يعتني نظام الاحداث في السعودية بالحفاظ على سلامة وخصوصية الأحداث، ويُراعي حالهم ووضعهم النفسي، وذلك بما يتوافق مع القيم الإنسانية العالمية. ويشمل هذا المنهج المحافظة على خصوصية عمر الحدث، كذلك يتم توفير الدعم للأفراد وجهات غير ربحية. فالنظام يُحرص على توفير الدعم المناسب لهم لتقديم الخدمات والمساعدة للأحداث، ويستفيد الأشخاص ذوي الإعاقة والمحتاجون من هذا الدعم الذي يُقدم لهم من المنظمات غير الربحية، إضافةً إلى المستفيدين الذين يمكن أن يستفيدوا من البرامج والخدمات الأخرى التي يتم توفيرها. يأتي هذا التوجه في سياق تقدير الدولة للأحداث كمكون أساسي للمجتمع، وحرصها على توفير الدعم لهم ومنحهم حقوقهم كاملة.
اللائحة التنفيذية للنظام صادرة بتاريخ 16/4/1442هـ.
تُعتبر اللائحة التنفيذية لنظام الاحداث صادرة بتاريخ 16/4/1442هـ، من الأمور الهامة جدًا التي تمس حياة الأحداث في المملكة العربية السعودية. حيث تقوم اللائحة بتحديد الإجراءات اللازمة لتطبيق نظام الاحداث، وتحدد أيضًا العقوبات والتوقيفات التي يجب فرضها على المرتكبين. كما أنها تحدد طرق حماية الأحداث، وتتضمن مجموعة من الأحكام والإجراءات التي تجعل من السهل تطبيقها وتنفيذها. وتعد هذه اللائحة من الأدوات الرئيسية لتحقيق الهدف الأساسي من نظام الاحداث، والذي يتمثل في حماية الأحداث ودعمهم، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات التي يتم اتخاذها في حالة وقوع أي حادثة.
الأحكام الجنائية في نظام الأحداث في السعودية
ينص نظام الأحداث في السعودية على أن الأحداث الذين يرتكبون جرائم يخضعون لأحكام خاصة، تختلف عن أحكام البالغين. وذلك لكون الأحداث في مرحلة نمو وتطور، وبالتالي يتطلب الأمر التعامل معهم بطريقة تراعي احتياجاتهم وظروفهم الخاصة.
أنواع الأحكام الجنائية في نظام الاحداث:
يقسم نظام الاحداث الأحكام الجنائية للأحداث إلى قسمين رئيسيين:
- العقوبات التأديبية: وهي العقوبات التي تهدف إلى تأديب الحدث وتعديل سلوكه.
- التدابير الوقائية: وهي الإجراءات التي تهدف إلى حماية الحدث من نفسه ومن الآخرين.
العقوبات التأديبية:
تنص المادة (16) من نظام الأحداث على أن العقوبات التأديبية للأحداث هي:
- التوبيخ والتحذير.
- التسليم لمن يعيش معه من الأبوين أو لمن له الولاية.
- المنع من ارتياد أماكن معينة لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات.
- الحرمان من وسائل الاتصال أو الترفيه لمدة لا تتجاوز سنة.
- العمل أو التطوع في مشروعات اجتماعية أو خيرية لمدة لا تتجاوز سنة.
التدابير الوقائية:
تنص المادة (17) من نظام الاحداث على أن التدابير الوقائية للأحداث هي:
- الرعاية الاجتماعية.
- التربية في دار الرعاية الاجتماعية.
- التدريب المهني.
- الإلحاق بالمؤسسة التعليمية.
- الإلحاق بإحدى الجمعيات أو المؤسسات الخيرية.
إجراءات إصدار الحكم على الحدث:
يتم إصدار الحكم على الحدث من قبل المحكمة المختصة، وذلك بعد إجراء التحقيق معه وسماع أقوال الشهود. وتراعي المحكمة عند إصدار الحكم عدة عوامل، منها:
- عمر الحدث وقت ارتكاب الجريمة.
- نوع الجريمة التي ارتكبها الحدث.
- ظروف الحدث الاجتماعية والاقتصادية.
- ظروف ارتكاب الجريمة.
الهدف من الأحكام الجنائية في نظام الاحداث:
تهدف الأحكام الجنائية في نظام الأحداث إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
- حماية الأحداث من الانحراف.
- إعادة تأهيل الأحداث ودمجهم في المجتمع.
- ردع الأحداث عن ارتكاب الجرائم.
الضمانات المقررة للأحداث في نظام الاحداث:
يتضمن نظام الأحداث عدة ضمانات لحماية حقوق الأحداث، منها:
- حق الحدث في الاستعانة بمحامٍ.
- حق الحدث في حضور جلسات المحكمة.
- حق الحدث في الطعن على الحكم الصادر ضده.