Skip links
خريطة الجرائم المعلوماتية والعقوبات وخطوات التبليغ

نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية: أهم الجرائم وعقوباتها

تمهيد

تشهد السعودية تحولًا رقميًا كبيرًا في الأعمال والخدمات الحكومية، ومعه تتسع مساحة المخاطر الإلكترونية: من الاحتيال المالي والتشهير إلى اختراق الحسابات وابتزاز البيانات. جاء نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية ليضع تعاريف دقيقة للأفعال المجرّمة وعقوباتها، وليوفّر إطارًا إجرائيًا للتعامل مع الوقائع الرقمية من لحظة التبليغ حتى تقدير الجزاء والتنفيذ. يعتمد التطبيق العملي على تناغم مؤسسات العدالة (محاكم، نيابة، جهات ضبط) مع بنية حكومية رقمية تقودها وزارة العدل عبر منصة ناجز في التبليغات والإخطارات والإيداعات، بينما تُنشر المراسيم والتحديثات في أم القرى .

ولكي لا تبقى المعلومات مجرد نصوص عامة، فمثلاً إذا كنت تحتاج نظرة مهنية حول المسارات والإجراءات من زاوية محامٍ مختص بالملفات الإلكترونية، فستجد ذلك داخل الجرائم المعلوماتية تفاصيل التي تجمع نماذج واقعية ونصائح تطبيقية.


ما هي الجرائم المعلوماتية في السياق السعودي؟

يعاقب النظام على أفعال أبرزها:

  • اختراق الأنظمة أو الحسابات أو تجاوز التصاريح أو تعطيل الخدمة (رفض الخدمة).
  • الاحتيال الإلكتروني: انتحال هوية/صفحات وهمية/روابط مضللة لسلب أموال أو بيانات دفع.
  • التشهير أو الإساءة عبر الوسائط الرقمية ونشر بيانات شخصية دون إذن أو محتوى مُهين.
  • التقاط أو اعتراض أو إفشاء بيانات خاصة، ومنها الأسرار التجارية.
  • إتلاف أو تغيير بيانات بقصد الإضرار أو الابتزاز.
  • إنتاج أو نشر برمجيات خبيثة أو أدوات اختراق.

يختلف توصيف الجريمة باختلاف الوسيلة والنتيجة والنية الإجرامية؛ فليس كل خطأ في الأمن السيبراني جريمة، لكن متى توافرت القصدية والضرر أو تعريض النظام/البيانات للخطر، يدخل الفعل في نطاق التجريم.


كيف تُقاس المسؤولية والعقوبة؟

العقوبات تجمع بين السجن والغرامة بحسب جسامة الفعل: حجم الضرر، قيمة الأموال المختلسة، عدد المتضررين، تكرار الجريمة، ونوع البيانات المسربة (عامة/حساسة). وقد تُضاف جزاءات تكميلية (مصادرة أدوات الجريمة، إغلاق المنصات المخالفة) والتزامات تعويضية للمتضررين عند ثبوت الضرر السببي.

لمن يبحث عن المسارات العملية (من البلاغ وحتى قاعة المحكمة)، يستفيد من التصور المجمل داخل الجرائم المعلوماتية خدمة حيث تجد نقاط انطلاق وخيارات مبكرة (تسوية، شكوى، دعوى تعويض) وكيفية ترتيب الأولويات.


خطوات عملية عند وقوع حادثة إلكترونية

  1. تجميد المشهد (Preserve): لا تعبث بالجهاز/الحساب. أوقف الاتصال إن لزم لكن لا تمسح شيئًا.
  2. جمع لقطات شاشة واضحة تتضمن التاريخ والوقت والروابط وأسماء الحسابات (Metadata إن أمكن).
  3. توثيق مراسلات الخصم (رسائل الابتزاز/روابط الدفع/أرقام التحويل).
  4. إشعارات فورية: بلّغ مزود الخدمة/المصرف لإيقاف نزيف الأموال، ثم سجل بلاغًا رسميًا لدى الجهة المختصة.
  5. تحرّك قانونيًا: بحسب الحالة، قد تبدأ بدعوى تعويض أو شكوى جنائية أو كليهما، مع مراعاة عدم الإضرار بمسار التحقيق.

وسيساعدك فنيًا الاطلاع—من منظور ميداني—على كيفية إعداد الملف والأدلة ضمن الجرائم المعلوماتية محامي (رغم تركيزه الأساس على مجال آخر، إلا أن منهجية تجهيز الملف والدليل قابلة للإسقاط على القضايا الإلكترونية: فهرسة، جداول زمنية، أسئلة خبرة).


من البلاغ إلى المحكمة: أين تقف وزارة العدل ومنصة ناجز؟

  • وزارة العدل: ترعى المسار القضائي وإدارة الجلسات الرقمية والتبليغات.
  • منصة ناجز: قناة رفع الدعاوى المدنية (التعويض) ومتابعة الإخطارات والإيداعات إلكترونيًا.
  • أم القرى: تنشر الأطر النظامية والتعديلات التي تؤثر على التجريم أو تشديد العقوبات.

على سبيل المثال، إذا تعرضت شركتك لتسريب تجاري وأردت الجمع بين الشكاية الجزائية ودعوى التعويض، يمكنك عبر Najiz.sa رفع صحيفة مطالبة مدنية متوازية مع مسار التحقيق، بشرط إدارة التوقيت والمعلومة بحذر حتى لا تتعارض المسارات.


أدلة رقمية مقبولة… كيف نبنيها؟

  • سلامة المصدر: صور الشاشة مهمة، لكن الأقوى سجلات خادم، بريد موثّق، تقارير أمنية.
  • سلسلة الحيازة (Chain of Custody): من استلم الدليل؟ متى؟ كيف حُفظ؟ هذه الأسئلة تحمي الدليل من الاعتراض.
  • خبرة فنية: في الاحتيال المرتبط بالتحويلات، اطلب خبرة محمودية تربط حركة الحسابات بالواقعة، وتحدد توقيت الاختراق أو التقاط بيانات البطاقة.
  • التحقق المتبادل: قارِن أختام الوقت عبر منصات مختلفة (البريد، النظام، الهاتف) لبناء تسلسل زمني متين.

وإذا اختلفت على التكاليف والإجراءات المرتبطة بإعداد ملفك، ستجد تصورًا عامًا عن الأتعاب والنفقات القانونية ضمن الجرائم المعلوماتية لائحة يساعدك على تقدير الميزانية ووزن الكلفة مقابل الفائدة.


جرائم متكررة وأسئلةها العملية

1) التشهير والإساءة الإلكترونية:
يندرج نشر اتهامات بلا دليل أو صور خاصة دون إذن ضمن نطاق التجريم. جهّز الدليل (روابط، لقطات، شهود معرفة)، ثم تحرّك بطلب إزالة المحتوى فوريًا لدى المنصة، وبموازاة ذلك جهّز الملف القانوني.

2) الاحتيال عبر روابط الدفع (Phishing):
لا تكتفِ بإغلاق البطاقة؛ اطلب تقارير من المصرف بحركة المبالغ وأرقام الأجهزة أو عناوين IP إن وجدت، لتقوية الربط السببي.

3) ابتزاز بصور خاصة:
أبلغ فورًا، واجمع كل مراسلات الابتزاز. لا تدفع. احفظ الأدلة، واطلب إجراءات عاجلة لحماية الضحية، ثم ابدأ مسار التعويض عن الأذى المعنوي/المادي.

4) اختراق حساب شركة صغيرة:
عليك بخطة استجابة: عزل الحساب/الخادم، تدوين كل التغييرات، التواصل مع العملاء ببيان رسمي مُقتضب، ثم إيداع شكوى وتعويض عن الخسائر (تعطل، عقود أُلغيت).


التعويض عن الضرر: كيف يُحتسب؟

  • الضرر المادي: تكاليف استعادة الخدمة/البيانات، فوات أعمال، مبالغ مسروقة.
  • الضرر المعنوي: إساءة السمعة، قلق نفسي، خسارة ثقة العملاء.
  • التناسب: لا تُضخّم الأرقام؛ دعمها بفواتير وتقارير وخبير عند اللزوم.

عمليًا، بناء طلب تعويض مضبوط يبدأ من فهرسة المرفقات وربط كل رقم بواقعة محددة، إذ توازن المحكمة بين ضرر محقق وسببية ظاهرة. وهنا يهمك الإطار التطبيقي العام للتعويضات كما تعكسه خبراتنا السابقة، ويمكنك التوسّع عبر مواد متخصصة في قنواتنا الداخلية.


الامتثال والوقاية: كيف تقلّل المخاطر؟

  • تدريب دوري للموظفين على الرسائل الاحتيالية وأساليب الهندسة الاجتماعية.
  • تقسيم الصلاحيات: لا تمنح المستخدم “مفاتيح” شاملة.
  • مصادقة ثنائية لكل الحسابات الحساسة.
  • إدارة كلمات المرور بأدوات موثوقة وتبديل دوري.
  • نسخ احتياطي خارج الخط (Offline) للملفات الحرجة.
  • سياسة استجابة للحوادث تحدّد أدوار الفريق وخطوات التوثيق والتواصل.

أخطاء شائعة تُضعف موقفك

  1. حذف الرسائل/السجلات “لتنظيف الجهاز”.
  2. إبلاغ متأخر يُصعّب تتبّع الأثر الرقمي.
  3. تقديم صور شاشة بلا بيانات أصلية أو أختام وقت موثوقة.
  4. الخلط بين المسارات الجزائية والمدنية بشكل يربك الملف.
  5. تجاهل تدوين سلسلة الحيازة للأدلة.

أسئلة شائعة (FAQs)

هل يكفي بلاغ إلكتروني دون دليل؟
البلاغ يُفتح المسار، لكن قوة الملف في الأدلة. جهّز أقلّه: لقطات واضحة، روابط، رسائل، تقارير مصرفية/منصات.

هل أرفع جنائيًا أم مدنيًا؟
حسب الهدف: إن أردت ردعًا وحفظ حق المجتمع، فالمسار الجزائي واجب. وإن أردت جبر الضرر سريعًا، فمدنيًا (تعويض) مع إمكانية السير متوازيًا بقدرٍ محسوب.

هل الدليل المستخرج ذاتيًا مقبول؟
مبدئيًا نعم إذا أمكن التحقق من سلامته. تُقوّيه خبرة فنية وسلسلة حيازة سليمة.

ما زمن التقاضي؟
يتفاوت باختلاف التعقيد، لكن ناجز يختصر مهلًا إجرائية في الإخطارات والإيداعات. جودة التحضير تختصر زمنك.

هل الذكاء الاصطناعي يغيّر المشهد؟
يزيد فرص التزييف (Deepfake) ويستلزم تدقيقًا فنيًا أعلى؛ لذا حافظ على نسخ أصلية وعلامات ميتاداتا.


خاتمة

القاعدة الذهبية: تحكّم في المشهد مبكرًا—احفظ الأدلة، بلّغ، حرّك المسارات المناسبة، ثم طالب بتعويض متناسب مؤيد بمستندات. إنّ نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية ليس مجرد نصوص؛ هو إطار عملي يوفّر لك أدوات ردع وجبر إذا أحسنت استخدامه. ومع تكامل وزارة العدل ومنصة ناجز وتحديثات أم القرى، أصبحت الطريق أوضح: ملف مضبوط، مسار قانوني صحيح، ورسالة وقائية داخل مؤسستك تقلّل فرص تكرار الحادثة.

Leave a comment

Explore
Drag